بقلم الأستاذ رابح لكحل لـ"أخبار اليوم":
السنوار أحيا قضية فلسطين وأفسد مشاريع العدو وحلفائه
ردود الاحتلال منذ "طوفان الأقصى" لم يخطط لها من قبل وليست بالضرورة تخدم استراتيجيته
تحركات العدو الصهيوني في لبنان تحكمها الرغبة في الانتقام والسعي لاسترجاع حالة الردع
يعتقد بعض منظري العدو استغلال معركة "طوفان الأقصى" لتسريع مشروع "إسرائيل الكبرى" بالسيطرة على أراض جديدة في غزة ولبنان
سوريا مجزأة بين عدة أطراف والحلقة الأضعف هو النظام الطائفي لهذا نرى "إسرائيل" تتحرش به
ضحايا فلسطين رقم يتباهى به العدو وداعميهم وتدونه مؤسسات المجتمع الدولي من باب الإحصاء
الاستيلاء على المسجد الأقصى والسيطرة عليه من الأهداف الأساسية في استراتيجية المحتل
الولايات المتحدة الأمريكية هي الراعي الحصري للمحتل ومفاتيح ما يسمى "المجتمع الدولي" بيدها
منذ "اتفاق أوسلو" تستغل "إسرائيل" المفاوضات لتلهية لا تنتهي إلى شيء ولاستدراج الفلسطينيين
مصر تذكر "وسيطا" من باب المجاملة على اعتبار عجزها عن ممارسة هذا الدور بسبب تواطؤها الصريح مع العدو ومشاريعه
بكل وقاحة تذكر الولايات المتحدة الأمريكية بصفتها "وسيطا" وهي الطرف الأساس في الحرب على الشعب الفلسطيني
الاطمئنان الحذر لدولة قطر كوسيط أثبتت انخراطها في دعم الشعب الفلسطيني ولم نسجل عليها خيانة
لعبة "الهجوم" و"الهجوم المضاد" تمارسها إيران مع "إسرائيل" دون أضرار حقيقية
إدراك جلي من يحيى السنوار لطبيعة العدو واستيعاب حقيقة الصراع وأبعاده
السنوار لم يضيع وقته في انتظار توفر ظروف مناسبة لمقاومة المحتل الغاشم
السنوار عمل على خلق ظروف وقلب المعادلة لصالح قضية فلسطين التي ظن الجميع أنها قبرت على يد "مجموعة أوسلو" ورعاتهم من كيانات وظيفية متصهينة
لا حرية ولا كرامة دون مقاومة مسلحة تسيل فيها دماء الشرفاء تقربنا إلى الاستقلال ونؤذي بها العدو وأعوانه
الجزء الثاني والأخير:
ما تزال "الجرائم الوحشية الإسرائيلية" على الشعب الفلسطيني الأعزل متواصلة، وما يزال "الدعم الصهيوني" بكل ألوانه مستمرا، وما يزال "الخذلان الدولي" متجليا في أكثر من صورة... رغم مرور أكثر من عام على الحرب على غزة، وقد خلفت أكثر من 42 ألف شهيد إضافة لآلاف الجرحى وعشرات الآلاف من المفقودين ومئات الآلاف من النازحين، ودون غذاء وماء ودواء ومستشفيات ومأوى، دمار شامل لم تعرفه البشرية منذ فجر التاريخ.
أستضيف الأستاذ والمهندس رابح لكحل في هذه العجالة للحديث عن بعض ما يتصل بفلسطين المقاومة والشعب الأبي الذي رفض التهجير رغم الإبادة الجماعية التي يمارسها عليه "الحلف الصهيوني العالمي" بكل الوسائل.
وماذا عن الوحشية التي يمارسها العدو الصهيوني في لبنان، وألا يسعى إلى احتلال مزيد من الأراضي الفلسطينية واللبنانية والسورية، إضافة لمشروعه التوسعي الكبير مثل ما تظهره بعض خرائط العدو؟.
ما يقوم به الاحتلال منذ "طوفان الأقصى" هو ردود أفعال لم يخطط لها من قبل وليست بالضرورة تخدم استراتيجيته في المنطقة، تحركاته في لبنان تحكمها في أحيان كثيرة الرغبة في الانتقام والسعي لاسترجاع حالة الردع التي كان يتمتع بها.
كما يعتقد بعض منظريه أن بالإمكان قلب الطاولة واستغلال معركة "طوفان الأقصى" لتسريع مشروع "إسرائيل" الكبرى بالسيطرة على مساحات جديدة من الأراضي في غزة ولبنان...
أما سوريا فهي مجزأة أصلا بين عدة أطراف والحلقة الأضعف هو النظام الطائفي لهذا نرى "إسرائيل" تتحرش به وتؤدبه كما يؤدب الكبير الطفل الصغير لا غير...
ماذا تعني هذه الأرقام 42 ألف فلسطيني استشهدوا مقابل قتل أقل من ألف "إسرائيلي" حتى الآن لما يسمى "المنتظم الدولي" وللعرب وللمسلمين؟.
الظاهر أن المسلم عموما والعربي على وجه الخصوص أرخص من الرصاصة التي تطلق عليه، ولا يعني إلا رقما يتباهى بعده عساكر العدو ورعاتهم وداعميهم أو تدونه مؤسسات المجتمع الدولي من باب الإحصاء والعلم بالشيء.. وإلا فبماذا نفسر الازدواجية في تقدير القتلى اليهود والسكوت عندما يباد الشعب الفلسطيني واعتبار ذلك من النتائج الحتمية للصراعات، والنصح بضرورة قبولها كخسائر هامشية.
ما تزال تسجل اقتحامات "مستوطنين يهود" للمسجد الأقصى وبحماية جيش الاحتلال دون مواقف قوية من العالمين العربي والإسلامي... إلى متى ذلك الخضوع والخنوع؟.
الأمور مترابطة وتسير وفق نسق منتظم، فالاستيلاء على المسجد الأقصى والسيطرة عليه من الأهداف الأساسية في استراتيجية المحتل، ومن السذاجة انتظار مواقف قوية من كيانات "سايكس-بيكو" التي تسمى ظلما دول عربية وإسلامية، وخاصة منها التي تحولت علانية وبكل صفاقة إلى كيانات وظيفية في خدمة مشاريع المحتل..
ولن نطمح لتحرير القدس إلا بعد أن تتحرر شعوبنا ونستعيد شرعية مؤسساتنا السياسية خاصة.
ما محل عباس وسلطته الأوسلوية بعد معركة "طوفان الأقصى" التي جرفت كثيرا من الأدران في المنطقة العربية؟.
وكما هو حال الخائن تاريخيا فسلطة التنسيق الأمني لا محل لها ولا يحسب لها أي حساب من أي طرف كان وبجميع المرجعيات، فسلطة تتخلى عن أرضها وتنسق مع عدوها لقمع شعبها وقتل أحراره لا يمكن أن يكون لها دور ولو ثانوي على مسرح الأحداث بالرغم من امتلاكها لأكثر من 60 ألف مسلح على الأرض.. ولهذا نراها متجاوزة وتمعن في إهانة نفسها وتلطيخ يدها بدماء شعبها.
انكشفت ألاعيب بنيامين نتنياهو سرا وعلنا من أجل إطالة مفاوضات وقف الحرب رغم أن سنده الخارجي خفت قليلا، وعلى استمرار حكومته رغم الخلافات العديدة وإصراره على الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني في ظل عجز "المنتظم الدولي" وضعف الوسطاء... ما تحليلك؟.
في تقديري حكومات العدو المتعاقبة لم تتغير استراتيجيتها والتي تقوم (على الأقل منذ أوسلو) على استغلال المفاوضات كوسيلة تلهية لا تنتهي إلى شيء من جهة، ومن جهة ثانية تستعمل ما تسميه مفاوضات لاستدراج الفلسطينيين ومؤسسات المجتمع الدولي لقبول سياسات الأمر الواقع التي تتغير وتتطور عند كل جولة لصالح المحتل.
والعجز بالدرجة الأولى يفسر أساسا بغباء الطرف الفلسطيني (سلطة أوسلو) الذي لم يفهم حقيقة المفاوضات ويعتقد أن بإمكانه تحقيق أمانيه بالجلوس في صالونات الفنادق دون أوراق ضاغطة على الأرض.
أما ما يسمى "المجتمع الدولي" فالوقائع أثبتت أن مفاتحه بيد الولايات المتحدة الأمريكية الراعي الحصري للمحتل وبالتالي من الحمق المراهنة عليه دون تغيير في موازين القوى الناظمة لعمل مؤسساته..
والشيء نفسه يمكن أن نقوله على ما يسمى "وسطاء" أين نجد مصر تذكر من باب المجاملة على اعتبار عجزها عن ممارسة هذا الدور بسبب تواطؤها الصريح مع العدو ومشاريعه، كما تذكر بكل وقاحة الولايات المتحدة الأمريكية كوسيط وهي الطرف الأساس في الحرب على الشعب الفلسطيني، يبقى الاطمئنان الحذر لدولة قطر كوسيط أثبتت انخراطها في دعم الشعب الفلسطيني ولم نسجل عليها خيانة إلى اليوم.
رغم اغتيال إسماعيل هنية في إيران ثم اغتيال حسن نصر الله في لبنان، يرى مراقبون أن إيران تخشى على "النظام السياسي" القائم فيها، و"البرنامج النووي"، وما دون ذلك لا يعد خطوطا حمرا في أي تفاوض سري أو علني مع "الغرب" لا سيما الولايات المتحدة الأمريكية الحليف الأكبر لـ"إسرائيل"... كيف ترى ذلك؟.
فعلا فتحت عنوان "الصبر الاستراتيجي" تتضح سياسة إيران والتي تقوم أساسا على حماية النظام وتثبيت أركانه وهذا يقتضي بالضرورة عدم خوض حرب مباشرة مع أمريكا و"الغرب" عموما تعلم أنها مكلفة ومدمرة، وكانت حركة ذكية منها إنشاء أذرع مسلحة كخط دفاع أول للإسناد والإشغال أملا في كسب الوقت لامتلاك قوة الردع النووي، وهذا ما يفسر ربما لعبة الهجوم والهجوم المضاد الذي تمارسه إيران مع العدو المحتل دون أضرار حقيقية.. وقد حدثا منذ أكثر من شهر، وحدث منذ يوم.
من تصريحات رئيس حركة "حماس" الشهيد يحيى السنوار: (لست نادما على "طوفان الأقصى" يوم السابع من أكتوبر)... كيف تشكلت شخصية كاتب رواية "الشوك والقرنفل" الذي سجن مدة 24 عاما في سجون العدو؟.
الشهيد القائد يحيى السنوار تشكلت شخصيته من المعاناة التي عاشها مند صغره والتي ساهمت مع التكوين المتدرج الذي تلقاه ضمن صفوف الحركة الإسلامية في نشوئه على معاني التضحية والبذل في سبيل القضية وترسخ فهمه وإدراكه للعدو وطبيعته، كما استوعب حقيقة الصراع وأبعاده، فلم يضيع وقته في انتظار توفر الظروف المناسبة بل عمل على خلقها فقلب المعادلة وأفسد مشاريع العدو وحلفائه وأعاد إحياء القضية التي ظن الجميع أنها قبرت على يد "مجموعة أوسلو" ورعاتهم من الكيانات الوظيفية المتصهينة.
عبر التاريخ، الحقوق لا تُمنح، وينتزعها أهلها انتزاعا... كذلك الشعب الفلسطيني الذي يدفع كل لحظة ضريبة حريته واستقلاله عن عدو غاشم... ما رأيك؟.
في هذا المقام لا أجد أوضح من تجربة الشعب الجزائري في انتزاع حريته واستعادة أرضه وكرامته والتي دفع من أجلها ملايين الشهداء، رغم أنه مر بفترات ضعف انخدع فيها بوعود المستدمر الملهية والكاذبة، لكن سرعان ما ظهرت له حقيقتها في محطات متعددة مثل ما تعرض له في مظاهرات 8 ماي 1945 .. ولهذا نقول لإخواننا في فلسطين المحتلة: لا حرية ولا كرامة دون مقاومة مسلحة تسيل فيها دماء الشرفاء تقربنا إلى الاستقلال ونؤذي بها العدو وأعوانه...
تعليقات
إرسال تعليق