القائمة الرئيسية

الصفحات

الآن، بإمكانكم إرسال الفقرات والأعمال الابداعية التي ينجزها تلاميذكم ونحن نتكفل بنشرها في موقعنا

 



شروط النهضة 



          إن مشروع النهضة عند مالك بن نبي نموذج فريد من نوعه عكس آفاقا للحضارة الإسلامية من خلال إرساء شروط النهضة  .فماذا نحتاج كي تنهض الأمة الإسلامية ؟

        يرى مالك بن نبي أن النهضة تكمن في إحياء الحضارة بتوجيه عواملها الثلاثة (إنسان، ووقت، وتراب) فمشكلة تخلف وضعف العالم الإسلامي هي مشكلة "حضارة"ولن تتحقق النهضة إلا بإعادة بناء الإنسان، وذلك عن طريق توجيه جهود وثقافة الإنسان؛ أولا عبر التوجيه الأخلاقي الذي يحدد قوة و تماسك أفراد المجتمع لتكوين جماعة و أمة  إلى جانب التوجيه الجمالي للإنسان فالذوق الجميل يطبــــّع الفرد و الجماعة على الإحسان وكريم الأخلاق و العادات ويبعده عن كل قبيح وبهذا تنحو الحضارة باتجاه الجمال في أي عمل و من ناحية المنطق العملي يرى مالك بن نبي  أن المسلم لا تنقصه الفكرة بقدر ما ينقصه منطق العمل و المبادرة فنحن بشعب حالم بالحضارة  ولكن من أكسل الشعوب في تطبيقها عمليا  فالعمل هو نتاج عناصر الحضارة (إنسان ، وقت، تراب) و فيما يخص الصناعة فهي في جوهرها حفاظ على كيان المجتمع و تكوين لفرد يحمل رسالة الوطن و الأمة في كل عمل يمارسه ولو كن رعي غنم و أما توجيه رأس المال فيؤكد مالك بن نبي أن المال يجب أن يوجه لتنمية وتنشيط الفكر والحياة والعمل والبحث العلمي، فالمال لا يجب أن يخزن ويبقى راكدا، بل يجب أن يستغل، شرط أن يكون المال حرا وغير محتكر في يد فئة قليلة: "إن همَّنا أن الأولَّل أن تُصبِح كل قطعة مالية متحركة متنقلة تخلق معها العمل والنشاط"  يعود ابن نبي ويؤكد أن  مبدأ الأخلاق يجب أن يسبق الذوق الجمالي  كما في الإسلام و من جمع بينهما فقد سار باتجاه التوازن و السعادة و الإنسجام.

"ذوق جمالي + أخلاق + عمل + مال نشط = اتجاه نحو الحضارة"

وأما بالنسبة للوقت فيرى مالك بن نبي أن السبيل الوحيد لتوجيهه هو تربية الفرد منذ الصغر على قيمة الوقت  وصرفه فيما ينفع ذاته وأمته، وفيما يخص التراب فيرى أن المشكلة هنا لا تتحدد بندرة المادة (الموارد الطبيعية) أو وفرتها، بل بكيفية التعاطي معها واستغلالها،  فإن وجدت إنسانا عاملا منتجا صارت ثروة و إن وجدت إنسانا كسولا فقدت قيمتها، ولا حل لهذه المعضلة إلا بغرس قيم العمل في الإنسان المسلم، وحسب رأي مالك بن نبي فالعالم الإسلامي لا تنقصه هذه العوامل (الإنسان والتراب والوقت) ولكن الخلل يكمن في توجيه عوامل الحضارة الثلاث لتحقيق النهضة.

     في الأخير، إن توجيه الإنسان و الوقت و التراب سيوصلنا إلى تحقيق مشروع النهضة، التي يعتبر الإنسان محركها الأساسي، فهو من يستغل ما يتوفر من موارد طبيعية ووقت.


                  إعداد:

🔻  التلميذة: "بولمعيز إحسان"

🔻  القسم:2م3.

🔻 المتوسطة :علال بلوصيف، سيدي مزغيش.

🔻 الولاية: سكيكدة.

هل اعجبك الموضوع :

تعليقات