القائمة الرئيسية

الصفحات

الآن، بإمكانكم إرسال الفقرات والأعمال الابداعية التي ينجزها تلاميذكم ونحن نتكفل بنشرها في موقعنا

قراءة تاريخية نقدية في فلم "خارج عن القانون" "HORS LA LOI"

 



       قراءة تاريخية نقدية في فلم "خارج عن القانون" "HORS LA LOI"

 

بقلم الاستاذ عبد النور خالد

 


1-    تقديم العمل:

التعريف بالفيلم:

 

§        نوعه: فلم تاريخي. 
§        المخرج: بوشارب رشيد و Jean Bréhat
§        إنتاج مشترك بين مؤسسات جزائرية: Algérie  Agence algérienne pour le rayonnement culturel – Télévision Algérienne – Tassili Films

ومؤسسات فرنسية: Studio Canal – France 2 – France 3 – Tessalit Production - Kiss Films

§        مدة الفلم: 2:18 سا 
§        مكان أحداث الفلم: فرنسا
§        تاريخ إطلاق الفلم: 22 – 09 - 2010
§        زمان الأحداث: جرت أغلب الأحداث بين 1954م – 1960م
 


         ملخص أحداث الفلم:  

 


 يروي العمل قصة 3 إخوة جزائريين فرقتهم الظروف، فسجن أحدهم في باريس، شارك الثاني في حرب الهند الصينية كمجند في الجيش الفرنسي أما الثالث فبقي في الجزائر ثم انتقل إلى فرنسا رفقة والدته بعد اندلاع حرب التحرير، ليلتحق به أخواه في فرنسا واستقر الجميع في حي Nanterre القصديري بضواحي باريس، انخرط 2 منهما في نشاط المنظمة الخاصة التابعة ل FLN، وعملا بعدها على ضم المهاجرين لنشاط الجبهة وخدمة الثورة (جمع التبرعات والسلاح، تصفية قياديي الشرطة الفرنسيين والمصاليين ...) وانصرف الثالث لتحسين حالته المادية وتحقيق طموحاته الشخصية بكل الوسائل دون مراعاة العرف الثقافي لمجتمعه الأصلي وبالتالي فقد صور الفلم تيارات الشعب الجزائري الذي ناضل جزء من أبناءه لاستقلال وطنهم (مثَّل هذا التيار كل من مسعود الرجل الثوري والانساني المشارك في حرب الفيثنام وعبد القادر الثوري المتشدد الذي سجن على إثر مجازر ماي 1945) في حين لم يهتم جزء من الشعب – كما صوره العمل السنمائي – بوضع ومستقبل البلاد، فما كان يهمهم هو المكاسب الشخصية وقد مثل هذا التيار الأخ الأصغر "السعيد".


بدأ الفلم بإظهار مجموعة من الأحداث التاريخية وضحت سياسة فرنسا التسلطية والدموية، فمن إحدى القرى الريفية انتُزِعت أرض فلاح جزائري (والد الإخوة الثلاث) في 1925، ثم يمضي إلى عام 1945 ليصف دموية الفرنسيين (الجيش والكولون) أين قتِّل آلاف الجزائريين، ليعرج بعدها على حرب الفيتنام في 1953

حينما شارك الجزائريون في حرب لا ناقة لهم فيها ولا جمل، لتنتهي "مقدمة" الفلم في 1954 بعد اندلاع الثورة وانتقام السعيد من القايد الذي أخد الأرض منهم في 1925 ثم يفر إلى فرنسا مع والدته، لتبدأ الأحداث الرئيسية في الفلم، فكل ما مر كان تمهيدا لتوضيح أسباب نشاط الإخوة في صفوف الجبهة.


ركز العمل على نشاط الاخوة المهاجرين في فرنسا، بداية من تكوين عبد القادر في السجن تكوينا ثوريا من طرف مناضلينن جبهوين ليتشبع بالفكر الثوري لدرجة متشددة فتحول لمناضل يطبق قوانين الجبهة بشكل حرفي ولو على حساب حياة أخيه السعيد، ثم انضمام أخيه مسعود إلى النشاط مع أخيه عبد القادر لمنه كان أكثر انسانية من أخيه وشاركا معا في كل النشاطات وسط المهاجرين .

 
2-    نقد الفلم: أوصل الفلم صورة عامة عن حياة المهاجرين الجزائريين في فرنسا ونشاطاتهم:
-         بداية بالعنوان، عبَّر عن نشاط المهاجرين الثوري غير القانوني على الأراضي الفرنسية لخدمة الثورة، تهريب السلاح، الاغتيالات ...


-         تم استعمال أسماء أعلام وأحداث حقيقية: حي Nanterre، المنظمة الخاصة، اليد الحمراء، مظاهرت 17 أكتوبر...

-         وظَّف الفيلم وثائق سمعية – بصرية أرشيفية حقيقة كاحتفالات نهاية الحرب العالمية الثانية وخطاب شارل دوغول.


-         يوضح بعض أسباب الهجرة نحو فرنسا: حرب التحرير، مصادرة الأرض ...

-         يعطي صورة عن حياة المهاجرين في ضواحي Nanterre في البيوت القصديرية وفي ظروف جد صعبة، وكيف دخلت الجبهة للحي.


-     يفضح السياسة الفرنسية الدموية للحفاظ على الجزائر وابقائها في اطار "الاتحاد الفرنسي"  ولو باستعمال الاجرام كما ظهر في مجازر ماي 1945 وأحداث 17 أكتوبر 1961.

 
-         صعوبة تحصيل لقمة العيش واستغلال الشركات الفرنسية للعمال الجزائريين كشركة Renault ولجوء البعض لامتهان أعمال غير أخلاقية للحصول على المال (استغلال الفتيات في مهنة الدعارة).


-         استغلال جبهة التحرير للسجون لنشر الوعي الثوري بين السجناء وكسب مناضلين جدد.

-         نشاط الجبهويين الدعائي في المصانع والمقاهي ... لكسب التأييد للثورة، جمع التبرعات، القيام بالتفجيرات.


-         وضح الفلم الصراع الدموي بين MNA-FLN وهيمنة المصاليين في بدايات الثورة على القاعدة العمالية في فرنسا وضعف القاعدة الجماهيرية للجبهة.

-         التطبيق الصارم لقوانين الجبهة فالموت لكل خيانة ولو على صغرها.


-         أوصل العمل صورة عن كيفية تعامل الشرطة الفرنسية مع المهاجرين، متابعة، سجن، قتل لحصر انتشار الفكر الثوري بين المهاجرين.

-         عرَّف بشبكات الجبهة المؤسسة في فرنسا لتأطير المهاجرين وضمهم للثورة سواء من المهاجرين الجزائريين وحتى من الأجانب المتعاطفين.


-         الدور الهام الذي لعبه المجندون في الهند الصينية في نشاط الجبهة العسكري في فرنسا عبر المنظمة السرية لمعرفتهم بفنون استعمال السلاح (استعملتهم الجبهة في حرب الاغتيالات والاختطافات)

-         دور الحزب الشيوعي الفرنسي في تسهيل نشاط المهاجرين الثوريين (تزوير جوازات سفرهم)


-         الدور الكبير الذي لعبه المهاجرون في تمويل وتموين الثورة بالسلاح.

-         يوضح الفلم الضغط النفسي الرهيب الذي عاشه المهاجرون النشطون في المنظمة السرية بسبب الحرب الدموية الدائمة، فالموت يطال حتى الجزائريين.


·        يبقى الفيلم عملا سينمائيا وليس أكاديميا، ولا ننتظر منه تقديم صورة واضحة وصحيحة عن المهاجرين ونشاطاتهم الثقافية، الدعائية، السياسية ...

·        ركز الفلم على نشاط الجبهة فقط متناسيا كليا نشاط MNA خاصة في السنوات الأولى للثورة أين كانت القاعدة العمالية المهاجرة مأطرة من طرف المصاليين أكثر والولاء لمصالي قوي جدا، فلم تجد الجبهة لذلك لجأت الجبهة للعنف لفرض نفسها وهذا ما غاب تماما عن العمل السينمائي (باستثناء عملية اغتيال مولاي سنجاق لكنها لم تنجح في التعبير بقوة عن الصراع) وقد عبر محمد حربي عن الصراع الدموي بين MNA-FLN ب: حرب داخل حرب guerre dans la guerre راح ضحيته آلاف المناضلين.


·        أظهر العمل أتباع الMNA في صورة رجال عصابات في أساليبهم رغم دورهم الكبير في تأطثير وتوعية المهاجرين وهو ما أفاد الجبهة كثيرا (مثل ضرب وتعذيب عبد القادر بطرق رجال العصابات).

·        حاول العمل رسم صورة تخدم الوطنية وتضخم عمل الجبهة والمهاجرين مع تفادي الوجه السلبي لنشاط الجبهويين (لم يخفِ السلبيات كليا لكنه خفف منها)، إذ لم يشر الفلم لحرب التصفية الجسدية المستمرة التي شنتها الجبهة في نونتار LE BASTION DU FLN أين تم تصفية أكثر من 60 مناضل من MNA في 1957 (من مجموع 670 اغتيال في كل فرنسا في نفس السنة قامت بهم الجبهة). 


·        غياب كامل لدور التنظيمات الطلابية كجمعية الطلبة المسلمين الجزائريين في دعم الثورة من فرنسا، مع عدم التعريج على أحداث تاريخية مصيرية في مسار الثورة كاضراب الثمانية أيام بفرنسا 28 جانفي – 4 فيفري 1957.

·        رغم اظهار إجرام سياسة فرنسا ورمزية الشخصيات الصريحة إلا أن نهاية الفلم كانت برسالة – كما نعتقد شخصيا – تخدم فكرة إندماجية سلبية، فالشخصيتان الثوريتان قُتِلتا (وهما الخارجان عن القانون بنشاطهما الثوري ضد فرنسا وسياستها في الجزائر)، أما الشخصية البراجماتية السعيد الذي يبحث عن منفعته والاندماج مع الآخر للاستفادة من الوضع الراهن فإنه الوحيد الذي بقي على قيد الحياة.

 

بقلم الاستاذ عبد النور خالد

 




هل اعجبك الموضوع :

تعليقات