مفهوم وتصميم وأنواع المناهج التعليمية القديمة والحديثة
ملخص بقلم الأستاذ عبد النور خالد
1- التصور القديم والحديث للمنهج:
1-1 التصور القديم: يركز محتواه المزدحم بالمواد الدراسية على حشو عقول التلاميذ بكم هائل من المعلومات التي يلقيها المعلم بأسلوب المحاضرة ولا يكون فيها المتعلم إلا متلقيا، ويهمل المنهاج القديم الجوانب الانفعالية والحس - حركية مع غياب ربط المدرسة بالمجتمع والأسرة وبالتالي يعجز التلميذ عن حل المشكلات التي تواجهه مستقبلا.
1-2 التصور الحديث: يهتم بالمتعلم بشكل أكثر فعالية، فينميه معرفيا، وجدانيا ومهاريا، بالاعتماد على وسائل متنوعة كالكتب المدرسية أو الخارجية والأفلام الوثائقية، باستراتيجيات كثيرة كالتعلم الذاتي، المحاضرة وحل المشكلات، ثم يُقيَّم ثم تُعالج الاختلالات المسجلة.
1-2-1 مفهوم المنهاج: مجموعة الخبرات المعرفية التي تهيئها المدرسة بهدف تحقيق نمو شامل للتلميذ (معرفي، مهاري، وجداني) ينتهي بتعديل سلوكه ويساعده على إيجاد حلول للمشكلات التي تواجهه، وقد ظهر بفعل:
- الثورة الصناعة: دفعت التربويين للاهتمام بالتربية المهنية وادخال بعض الأنشطة للمناهج الدراسية.
- المنهاج العلمي: طور النظرة للعلم، فدعى جون ديوي للتعليم بالتفكير العلمي وحل المشكلات.
- الدراسات النفسية: نادت لقليل اللفظية والإلقاء ودعت لخلق نشاطات ملائمة لميولات المتعلم.
- التقدم التكنولوجي: ساعد في إدخال الوسائل الحديثة للعملية التعليمية والاستفادة من الثورة المعلوماتية.
2- تصميم وتطوير المناهج:
2-1 تصميم المناهج: أي وضع خطة عمل لإنجاز المنهاج، بعد اختيار النظرية التربوية الملائمة ثم تجريب المشروع، تعميمه ثم متابعته.
2-2 إثراء المناهج: هو عملية إحداث زيادات تكمل النواقص في المنهاج بعد تحليل كمي وكيفي لكل مكوناته.
2-3 تقويم المناهج: قياس مدى كفاءة وفعالية المنهاج، فبعد تشخيص المنهاج تتضح نقاط قوته وضعفه، فندعم الأولى ونضع حلولا لعلاج الثانية.
2-4 تطوير المناهج: بعد تقويم المنهاج، تأتي عملية تحسين المنهاج ومعالجة إختلالاته بشكل شامل (الأهداف، المنطلقات، الأسس)، يتم التطوير في حال كثرت العيوب أو حصل تطور تكنولوجي يقتضي المواكبة.
3- نظام المنهاج: مركز النظام النظام التربوي والمجتمعي، يتشكل من مدخلات (حاجات المجتمع والإمكانيات المتوفرة)، عمليات (التصميم، التجريب ، استراتيجيات التدريس) ومخرجات (تحقيق النمو الشامل للطفل وأهداف النظام التربوي)، على أين يتسم بالعصرنة للتخطيط الفعال للمستقبل بشكل يتماشى مع طبيعة العصر، شرط أن يحفظ قيم المجتمع الاسلامي ليواجه بالتلميذ بمعارفه وقيمه أقصى التيارات الايديولوجية، لكن تبقى المعيقات المادية، نقص الخبراء وعدم استقلال القرار السياسي أكبرالعوائق التي تصعب عصرنة المناهج العربية.
3- تصنيف الأهداف السلوكية في المناهج
1- تصنيف الأهداف التعليمية السلوكية: تنقسم إلى 3 أنماط: معرفية، وجدانية ومهارية.
1-1 الأهداف المعرفية: يكتسب فيها التلميذ مهارات عقلية، تنقسم إلى 6 مراحل حسب Bloom كالتالي:
1-2 الأهداف الوجدانية: يكتسب فيها المتعلم الميول والاتجاهات، وهي 5 مستويات حسب تصنيف Krathwol:
1-3 الأهداف النفس - حركية: يكتسب فيها التلميذ المهارات الحركية، وهي 5 مستويات حسب تصنيف Krathwol:
2- تعريف وشروط الاهداف السلوكية: هي تغيير يراد إحداثه لدى المتعلم، يصاغ كالتالي: أن+ فعل سلوكي + الطال + المحتوى المرجعي + معيار الآداء المقبول، يشترط فيه الارتباط بالمحتوى المعرفي، اهتمامات الطالب وأن يعبر عن السلوك المراد تغييره عند التلميذ.
3- إثراء صنافة Bloom: في 1999 تم إحداث تغيير في تصنيف بلوم، إذ تم إضافة مستوى معرفي جديد وهو "الإبداع" أي تركيب الأشياء مع بعضها لإنتاج شيئ جديد كإخراج مسرحية أو بناء مسكن لطائر ... كما تميز التصنيف الجديد بتفصيل أكبر، إذ يفرق بين معرفة الماهية (محتوى الإجراء، تنقسم معرفة الماهية في حدذاتها أربع فئات: معرفة حقيقة، مفهومية، إجرائية ووراء معرفية) ومعرفة الكيفية (إجراءات حل المشكلة).
4- أسس بناء المناهج
1- الاسس الفلسفية لبناء المناهج: لا يمكن بناء أي منهج دون ارتكازه على فلسفة معينة، سواء كانت مرتكزة على العقل والأخلاق أو على المادة، أهمها:
1-1 الفلسفة المثالية: روادها هيجل وكانط، تفوم على تمجيد العقل والروح والتقليل من دور المادة، فإذا طبقت هذه الفلسفة على التربية فإن المدرسة تؤدي دورها بالنظر لطبيعة الانسان السيئة محاولة ترقية الذات بحشو المعلومات في ذهن التلميذ المتلقي السلبي، ثم تقيس مدى كفاءته عبر الاختبارات.
1-2 الفلسفة الطبيعية: تؤمن أن تطور الإنسان يسير وفق قوانين مشابهة لقوانين تطور الطبيعة، وبالتالي فإن الطفل مستعد للتعلم بذاته عبر حواسه دون التدريس النظري، فالأستاذ إذا حسب جون جاك روسو رائد الفلسفة الطبيعية أن المعلم يكون ملاحظا ومثيرا لحاجات التلميذ الذي يتجه لإشباعها بنشاطات حسية.
1-3 الفلسفة البراغماتية: رائدها جون ديوي، ترتكز على فكرة أن العمل المنتج هو معيار الحقيقة لا الأفكار النظرية، أي أن البراغماتية تأخد بمعيار المنفعة فديوي إذا يهدف بفلسفته لتحرير العقول م الأهواء ويجعل من البيئة مصدرا أداتيا لغرس الأفكار والقيم بما يتناسب مع حاجات المجتمع.
1-3-1 تطبيق فلسفة ديوي على التربية:
- المتعلم هو محور العملية التعلمية – التعلمية بنشاطات ونقاشات تراعي الميول الفردية والفروق الفردية.
- المعلم: يوجه ببراغماتية تخلق وضعيات مشكلة للتلميذ الذي يحلها لفهم أفضل لبيئته، في جو من الحرية.
- طرق التدريس: الأنشطة المختلفة، حل المشكلات، المشروعات وبالتالي فالتجريب هو أساس التدريس.
5- تنظيمات المناهج وأنواعها
1- تنظيمات المناهج وأنواعها
1-1 تصميمات تدور حول المعرفة:
1-1-1 منهج المواد الدراسية المنفصلة: تنظم فيه الخبرات الدراسية على شكل مواد منفصلة عن بعض، يعتمد فيه المدرس على التلقين بأسلوب متدرج من البسيط إلى المركب ومن المعلوم إلى المجهول وهو ما يجعل منه سهلا وذا تسلسل منطقي، لكنه يجعل من التلميذ متلقيا سلبيا، لا يراعي ميولاتهم ومستوياتهم ولا يشجعهم على التفكير الابداعي.
1-1-2 منهج المواد الدراسية المترابطة: تُظهر العلاقات بين مواد المجال الواحد أو بين الموضوعات، وتنتج معرفة متكاملة، لكن نظرا لبقاء المواد منفصلة فقد وجهت له نفس انتقادات المنهج السابق.
1-1-3 منهج المواد المندمجة: منهاج يصهر المواد الدراسية صهرا كاملا ويزيل الحواجز بينها، يتم الدمج عبر 3 مراحل: دمج مواد متقاربة (كالعلوم الاجتماعية)، دمج مواد غير متقاربة، دمج معنويات مواد دراسية في شكل مشكلات من واقع التلاميذ، لكنه يؤدي غالبا لتفكير غير منظم عند التلميذ.
1-1-4 منهج المجالات الواسعة: يتم فيه تجميع المواد الدراسية المتشابهة خاصة في الابتدائي، كجمع القراءة، النحو، التاريخ، التربية المدنية، وهو ما يمكن من تنظيم المعرفة بشكل متكامل وتوسيع المعارف، لكنه يبقى منهجا بمعارف سطحية وبالتالي فإنه لا يصلح إلا في الابتدائي إضافة لصعوبة إزالة الحواجز بين بعض المواد.
1-1-5 المنهج الحلزوني: يركز على رفع مستوى المعلومات المقدمة للتلميذ بشكل أعمق كلما تقدم المتعلم في المراحل الدراسية، ما يمكن من بناء معرفي متدرج ملائم لعمر المتعلم، لكنه يبقى بحاجة لخبرات متخصصين لمتابعته.
1-2 تصميمات تتمركزحول المتعلم:
1-2-1 منهج النشاط – الخبرة: يهتم بالمتعلم لا بالمادة، ويتيح لهم فرصة التعلم الذاتي ليكتشفوا المعرفة بأنفسم بتفاعلم مع بيأتهم، وممارسة نشاطات جماعية أو حل مشكلات متوافقة مع ميولاتهم وبالتالي يحسن من مهارات التفكير، لكن فتح مجال الحرية قد يؤدي للتركيز على خبرات دون غيرها وجعل النشاط غاية في حد ذاته ولا يؤدي لنمو المتعلم.
1-3 تصميمات تتمركزحول المجتمع ومشكلاته:
1-2-1 المنهج المحوري: يهتم بالمجتمع ومشكلاته، اذ يهدف لتزويد المتعلمين بقدر من الخبرات لمواجهة مشكلات الحياة، يقوم على عدة محاور، كالتي تدمج المواد المتشابهة، المحور الذي يقوم على الاهتمام بميولات التلاميذ، والذي يركز على حل المشكلات الاجتماعية .. فالمنهج الحوري يعلم التلميذ التفكير الناقد وحل المشكلات، كما يراعي ميولاته الشخصية، لكنه يبقى صعب التطبيق لصعوبة إيجاد عدد كافي من المدرسين الذين يملكون كل هذه الكفاءات.
6- المقاربة بالكفاءات
1- مفهوم الكفاءة: نتاج مسار تكويني، تضم معارف فكرية، منهجية واتجاهات، تقوم على: القدرة على توظيف المكتسبات الجديدة والنجاعة، يشترط في وضعها أن توضع في سياق (دقيق، شامل وقابل للملاحظة) وأن تكون قابلة للتقويم.
2- خصائص الكفاءة:
- الامتداد: اكتسابها يتم عبر دفعات.
- التطور: قابلة للنمو، التراجع أو الزوال، لذا يجب تعهدها بالدعم بشكل مستمر لتحسينها.
- التحول: القدرة على توظيف المكتسبات في سياقات جديدة ومختلفة.
3- العناصر الواجب توفرها في الكفاءة:
- المهمة المتوقع القيام بها بعد عملية التعلم.
- معيار الآداء المطلوب.
- تحديد الموارد المعرفية، المنهجية المطلوب من التلميذ إتقانها.
مثال: أين يكون المتعلم قادرا على ترتيب أحداث الثورة التحريرية في سلم زمني بدقة تامة.
4- تصنيف الكفاءات:
- كفاءات نوعية: مرتبطة بمادة أو مجال معين.
- كفاءات مستعرضة: كفاءات خاصة بعدة مجالات أو مواد، يتطلب تحقيقها وقتا طويلا.
- كفاءات قاعدية: جوهر بناء التعلمات ولا يمكن حدوث التعلم دونها.
- كفاءات الإتقان: كفاءات لا تؤدي لفشل التلميذ إذا لم يتقنها، لأن بقية التعلمات لا تقوم عليها.
تعليقات
إرسال تعليق