القائمة الرئيسية

الصفحات

الآن، بإمكانكم إرسال الفقرات والأعمال الابداعية التي ينجزها تلاميذكم ونحن نتكفل بنشرها في موقعنا

الانتصار الأذربيجاني ضد الأرمن، هكذا تحل قضية فلسطين

 



------ أذريبجان - ناغورني كاراباخ بارقة أمل ..------

------هكذا يصنع الإنتصار ------

ستة أسابيع(44 يوما..) من القتال تنهي بها أذريبجان الاحتلال الأرميني لـ20 ٪ من أراضيها(تمثل 15٪ منها مساحة منطقة ناغورني كاراباخ والـ5٪ الباقية تمثل7مقاطعات أذرية..) وتمسح بها عار الهزيمة التي لحقها مند بداية التسعينات (١- خسائر في الأرواح بلغت ما لا يقل عن 25 ألف قتيل ،٢- تهجير لأكثر من 1.2 مليون أذري ، ٣- إضافة لسيطرة الأرمن على الإقليم انتزعوا أراضي حدودية أذرية أمنت لهم تواصلا طبيعيا - ممر لاتشين- مع دولة أرمينيا)...والحقيقة تطرقي لهذا الموضوع أهدف من خلاله التأكيد على ماجاء في مقال سابق عن محاولة البعض إفهامنا أن تحرير فلسطين يتحقق بالتفاوض ، وإذا حاججتهم بمعركة ناغورني كاراباخ يختفون وراء خصوصية القضية الفلسطينية وخصوصية خصومها متناسين أن النواميس التي تحكم البشر وظواهرهم المختلفة واحدة ..فلو قارنا بين القضيتن نجد :

1- تكييف الصراع : بالنسبة للقضية الفلسطينية تكيف على أنه صراع حضاري ثقافي وديني ، فالإحتلال الصهيوني ينطلق من إعتقاد ديني مفاده أنهم شعب الله المختار وفلسطين هي أرض الميعاد .. ، كما تمتاز بتعدد أطراف الصراع ، والأطماع التي لم تتوقف مند التاريخ القديم على مهبط الأنبياء...

كذلك الأزمة بين أذريبجان وأرمينيا فأصلها ديني مغلف برواسب التاريخ ..فالأذريون مسلمون بينما الأرمن  يوصفون بأنهم أول من اعتنق المسيحية كشعب..كما أن موقع ناغورني قره باغ كنقطة التقاء الإمبراطوريات العثمانية والفارسية والروسية جعل الإقليم يشهد الكثير من الحروب التي ينتج عنها تهجير ونزوح السكان..

وحتى ولو كيفنا الصراع على أنه عرقي نجده ينطبق عليهما الإثنين (عربي/يهودي) أو(أذري/أرميني).. ولو كيفناه على أنه صراع جيوسياسي يتعدى الشعبين فنجد نفس اللاعبين الكبار والصغار تقريبا في القضيتين (أمريكا ،روسيا ، أوروبا،تركيا ،إيران،..) بأدوار متفاوتة نسبيا

2- أصل المشكلة : القضية الفلسطينية سببها الإستعمار فبعد التجزئة الظالمة الناتجة عن إتفاقية سايكس-بيكو ، قام الإستعمار الإنجليزي بتسليم فلسطين ليهود الشتات.. وكذلك قضية ناغورني كاراباخ سببها الإستعمار الروسي حيث قرر عام 1923ضم الإقليم( من الناحية الجغرافية يقع في قلب أذربيجان لكن من الناحية الديمغرافية تسكنه أغلبية أرمينية..) إلى أذربيجان ومنحها حكما ذاتيا، وفي المقابل أبقى إقليم ناختشيفان( بأغلبيته الأذرية )معزولا داخل أرمينيا، وهذا بهدف خلق بؤرة توتر دائمة بين الشعبين يضمن بها موقفا قويا لموسكو

3- الموقف الدولي: القضية الفلسطينية كما هو حال قضية ناغورني كاراباخ تملك عدد لابأس به من القرارات الأممية في صالحها، لكن لم يطبق قرارا واحدا منها مند صدورها مند عشرات السنين ولن يطبق..

4- المفاوضات وراعيها المنحاز.. بعد تبني الفلسطينين للكفاح وسيلة لتحرير أرضهم ، ونتيجة للهزائم المتكررة فُرض عليهم الدخول في مفاوضات تحولت من وسيلة إلى غاية بفضل التيار العريقي(نسبة إلى عريقات) وأنصاره.. وهاهم على مشارف الثلاثين سنة مفاوضات لم يتبقى من الأرض التي يفاوضون عليها إلا جزء بسيطا

والكارثة الكبرى إعتمادهم أمريكا(الضامن الأول لأمن إسرائيل والداعم المطلق لحقوق وسيطرة اليهود) كراعي للمفاوضات.. ولاأستطيع تصنيف دعاة التفاوض في هذه الظروف هل هم نماذج فريدة في الغباء؟ أم هم عملاء خونة باعوا قضية شعبهم؟..

نفس الفخ وقع فيه الأذريون(..طبعا بعد هزيمتهم العسكرية)، حيث دخلوا في مفاوضات لإستعادة أرضهم مندحوالي 30 سنة .. وأعتمدوا أيضا راعي منحاز ممثلا في مايعرف بمجموعة مينيسك (..التي تتكون أساسا من أمريكا +روسيا + فرنسا) التي أشبعت الأذريين بيانات بينما الأرمن يحصنون مواقعهم على الأرض..

ماذا حدث؟.. بدعم تركي(عسكري وسياسي) لجأت أذريبجان لحل مشكلتها بيدها وأستطاعت في أيام معدودات إستعادة أكثر من 60٪ من الإقيلم و4 محافظات من أصل 7من أراضيها.. وأذاقت أرمينيا كأس الذل الذي شربته مند 28سنة وفرضت عليها الإستسلام وتسليم باقي الإقليم والمحافظات الثلاث المتبقية (وفق رزنامة زمنية محددة لاتتعدى الشهر..)،ومن المكاسب اللإستراتيجية المحققة هو ضمان الربط البري بين جمهورية ناختشيفان وأذريبجان عبر ممريعبر الأراضي الأرمينية وهو مايعني تواصل جغرافي بين تركيا وعمقها القومي والديني في منطقة القوقاز بما يجعل منها قوة إقليمية أكبر( ومن مظاهر قوتها المتنامية فرض تواجدها على الأرض على روسيا للإشراف على تطبيق بنود اللإستسلام، فبعد نفي روسي لأي تواجد تركي ميداني أعلنوا أن تواجدهم سيكون تقني فقط على شكل مركز مراقبة.. وهاهم الروس يجرون الاتصالات اللازمة لضبط تواجد الأتراك جنبا إلى جنبا معهم على الأرض..وهذا في غياب كلي لأمريكا وفرنسا)

فهل يعي إخواننا في فلسطين ومن يدعم قضيتهم أن الطريق الذي يسمونه مفاوضات هو شكل من أشكال التسلية والممطالة لقتل روح الكفاح والثورة على الظلم..

ملاحظة: أعجبني كثيرا السيناريو الأمريكي لحل المشكلة ، لأنه يحسمها تماما وتمنيت لو فرضه الأذريون بعد إنتصارهم..حيث إقترحت الولايات المتحدة لحل الصراع أن تعترف أذربيجان باستقلال إقليم ناغورني كاراباخ وتتعامل معه على أنه دولة مستقلة ذات سيادة، وتؤول السيادة المطلقة على ممر لا تشين إلى أرمينيا وينتهي النزاع حوله ، وفي مقابل ضياع هذه المساحة من الأراضي الأذرية تعوض أرمينيا أذربيجان بمنحها السيادة على منطقة "مِغْرِي" وهي المنطقة المهمة إستراتيجيا لأذربيجان لأنها تفصل بين أراضيها ومنطقة ناختشيفان الأذرية الواقعة في قلب الأراضي الأرمينية مع منح أرمينيا حق المرور عبر هذه المنطقة إلى إيران.


لقام الأستاذ رابح لكحل

هل اعجبك الموضوع :

تعليقات