القائمة الرئيسية

الصفحات

الآن، بإمكانكم إرسال الفقرات والأعمال الابداعية التي ينجزها تلاميذكم ونحن نتكفل بنشرها في موقعنا

أصابنا العمى؛ خاطرة رائعة بقلم المتألقة لشهب رجاء

 


''أصابنا العمى'':


الساعة تشير الى وقت اكتئابي، المكان مظلم ولا يوجد أحد هنا، لا أتذكر لماذا انا على هاته الحال من وما ادى بي إليها. الغرفة هادئة وكأنها خافت من الضجيج داخلي الصرخات والبكاء الرهيب، الضحك بصوت عالي وأنين النهايات. أجلس على كرسي منتصف غرفتي الفارغة تقريبا، وأنتظر كأني أتوسل لذاكرتي الخائنة أن تقوم بالتصدق عليّ بذكرى التي قادتني الى هنا، ثم يأتي فيديو مؤلم في أعماق بصري، أرى شبابا بعمر الزهور جالسين في ساحة كبيرة، يضحكون يرتشفون كؤوس الحديث، والآخرون هناك يواسون بعضهم في أمورهم المؤلمة وآخر في زاويته التي إعتبرها خاصة يخيط جراحه ويغطيها بقميص من الابتسامات متجها لشلته التي تنتظره هناك والكثير منهم بألوان مختلفة بين الزاهية منها والبالية.


فجأة أرى أنهم إسطفوا جانب بعضهم، في شكل سطر طويل لا تكاد ترى نهايته، ثم بشكل رهيب يسقط فريق منهم أرضا غارقين بدمائهم والباقي منهم ينظرون إليهم فرحين ثم تصبح دماؤهم بحرا وهم طافين فوقها، وكأنهم يغادرون وهم ميتين ووجوههم مبتسمة. نعم إنها ظاهرة الهجرة الغير شرعية (الحرڨة) . فجأة الفريق الذي بقي على قيد الحياة (الذين لم يكونوا ممن تراموا في دمائهم) تخيم على وجوههم نظرات حزن وأسى وقد كانوا قبل قليل يصفقون لهم وفرحين بهم، وهناك دون أي انذار يدخلون في شجار عنيف قتال وكأنها حرب، ماهي دوافعها؟ لماذا يحدث كل هذا فجأة!! بشكل رهيب وقاتل .... لا أعلم كل شيء يحدث بسرعة، ثم الذين بقوا منهم وخرجوا من تلك الحرب واقفين بهدوء الكل يراقب الاخر في صمت ماقبل او ما بعد العاصفة !!، ثم يتوقف ذلك الفيديو وينطفئ، أصابني العمى ....... كل شيء أسود لا أرى حقا اووه ماذا يحدث ...، أين بصري؟؟ ثم أستيقظ في غرفتي مبلولة بالعرق وأنفاسي تكاد تنقطع وكأن أحدا يسحب حنجرتي للخارج يريد إقتلاعها ... ماذا حدث للفيديو وتكملته اووه حسنا فهمت الأمر الفئة التي بقيت ستهتم بهم في الخفاء. لقد أصابني العمى، سيهتمون بهم وربما أنا ضمنهم ...... أصابنا العمى. 

هل اعجبك الموضوع :

تعليقات