القائمة الرئيسية

الصفحات

الآن، بإمكانكم إرسال الفقرات والأعمال الابداعية التي ينجزها تلاميذكم ونحن نتكفل بنشرها في موقعنا

الرد الشافي على الإمام الذي هاجم الأساتذة في خطبة الجمعة، وهل يتحمل الأستاذ فشل المدرسة الجزائرية ؟؟

 



قراءة موضوعية في حال المدرسة الجزائرية


     كثيرا ما قلت للتلاميذ أن المدرسة الجزائرية فاشلة، ولهذا الفشل أسباب لا يتحملها طرف بل عدة أطراف، إن القراءات التي تتناقلها شبكات التواصل والاعلام بشكل دائم، فتلصق التهمة بطرف واحد ونسيان أو تناسي غيره من الأطراف لهو سوء تقدير للواقع، وما خطبة "الدخيل على الخطابة" ومشوه سمعة الأئمة إلا نموذج عن أزمة فكرية - ثقافية عميقة تعصف بمجتمعنا.

        إن تردي واقع المدرسة الجزائرية يعود حسب تقدرينا إلى 4 أطراف، فالوزارة والظروف التي توفرها ليعمل فيها الأستاذ والاداري دور في دفع المدرسة الجزائرية للطريق المسدود، فالاكتظاظ يعرقل سير العملية التعليمة (بما يقارب ويفوق في غالبية المؤسسات 40 تلميذا)، فرغم اعتماد الجزائر على نظام المقاربة بالكفاءات، ورغم فترة الرخاء المالي في العقد الماضي للبلاد إلا انها تركت المدرسة دون اهتمام، ودون وسائل عصرية (data show وتجهيزات قاعات الاعلام الآلي ... اضطر بعض الأساتذة الذين عملت معهم لاقتناء وسائل من مالهم الخاص ومن جملة هذه الوسائل جهاز data show)، والأخطر من كل ذلك التغييرات غير المدرسة في المناهج التي تنجز في وقت استثنائي (تصدر الوزارة منهاجا لكل المواد في فترة سنة أو سنتين وهذا ما يؤدي في النهاية إلى تخريج متسرع بل ان شئت قل فاشل) وفي ظل هذه الظروف تنجز العملية التعليمة في مؤسسات تكاد تقع على رؤوس العمال والتلاميذ. كما أن هذه الادارة قد أنهكتها الممارسات البيروقراطية وسوء التسيير وامتهنت حلولا ترقيعية ظرفية في كل مشكل واجهها.

      أما الطرف الثاني الشريك في العملية التعليمية والمتحمل لجزء من الفساد فهو الأولياء، الولي هو شاب قد يكون كون نفسه لتحمل مسؤولية التربية والتعليم، فيصدر لابنه قيما صلبة ومبادئ أخلاقية يسير عليها في ظل الفوضى الاجتماعية ويسهل نسبيا مهمة المدرسة، لكن قد يكون الولي أقدم على الزواج دون وعي لمفهوم الزواج والانجاب وفي هذه الحالة سيتخلى الولي عن مهامه التربوية في المنزل و يسهى عن متابعة الابن في المدرسة والتواصل مع ادارة مؤسسته وأساتذته، فاذا انسحب الولي من العملية التربوية - ودوره أهم من دور المدرسة -  كان أثر هذا الانسحاب خطيرا ويصعب تلافيه حتى من أدهى الأساتذة، 

        ان تحمل وزارة التربية - ومن وراءها السلطة - والأولياء لمسؤولية تردي نوعية تخريج المدرسة لا يعني عدم شراكة المعلم والأستاذ فيما وصلت إليه المدرسة الجزائرية، ولعل صعوبة الظروف المادية والمعنوية التي يعمل فيها الأستاذ وقد أسلفنا ذكر جزء منها، أدى إلى عدم قدرة المعلم على آداء مهامه بشكل كامل، وبالخصوص في ظل كجهة مستهدفة اعلاميا (ولا نفهم السبب فعلا هل هو أمر مقصود ومخطط له أم نتيجة لأخطاء ناتجة عن ضعف كفاءة الفاعلين في العملية الاعلامية).

ولنقل أن الأستاذ في حد ذاته ضحية بما أنه لم يخلق منذ ولادته أستاذا، بل كان يوما ما تلميذا ثم طالبا لكنه لم يحصل على تكوين عالي في ظل الظروف التي درس فيها، فالتلميذ والطالب والأستاذ في نهاية الأمر ضحايا ظروف مهنية وحتى اجتماعية فما يبنيه الأستاذ والولي قد تهدمه شبكات التواصل الاجتماعي والشارع. 

       الكفاءات بين الأساتذة موجودة و متابعة بعض الأولياء لأبناءهم المتمدرسين دائمة ومثمرة، لكن نجاح المدرسة لا يقوم على كاهل طرف واحد، وفشل القطاع لا يرجع بأي حال إلى أحد الأطراف لوحده، فأي طرح يأتي بهذا الشكل (كخطبة الجمعة لأحد ضحايا المدرسة والجامعة الجزائرية) لا يعبر إلا عن سوء فهم،عمق جهل وقلة أدب.

انتهى الدرس يا سادة


بقلم الأستاذ عبد النور خالد

هل اعجبك الموضوع :

تعليقات